علم الصيدلة الجيني هو المستقبل

25 سبتمبر, 2024 11:19:31 Odex Platform

علم الصيدلة الجينية (Pharmacogenomics) هو تحليل آلية تأثُر الدواء داخل الجسم بالجينات البشرية. فكما أن الصيدلة الإكلينيكية تستهدف إستخدام الدواء المناسب للمريض المناسب بالجرعة المناسبة، نجد أن للصيدلة الجينية نفس الأهداف ولكن الفرق هو النظر إلى بُعد إضافي وهو جينات كل مريض


في حال إثبات فعالية هذا العلم سيتم التمكن من معالجة كثير من الحالات

كالسيدة البريطانية  "جين بيرنز"التي فقدت ثلثي جلدها بسبب تفاعل جسمها بشكل سيء مع عقار يستخدم في علاج مرض الصرع حيث وصف لها الأطباء دواء "كاربامازيبين"،عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها  لكنها  أصيبت بطفح جلدي ونقلها والداها إلى قسم الطوارئ بعد أسبوعين عند تبين إصابتها بحمى شديدة الهلوسة وظهور الطفح الجلدي في صباح اليوم التالي بسبب دواء الصرع الذي استخدمته و هو ما تسبب بإصابتها بمتلازمة ستيفنز جونسون، التي تصيب الجلد، ويعاني منها أشخاص يولدون بطفرات معينة في شفرتهم الجينية.

وتدعم جين اختبارات علم الصيدلة الجيني و تقول : "إذا كان ذلك ينقذ حياتك، فهو شيء رائع".


"كل شخص يتأثر تقريبا"

يقول  البروفيسور مارك كولفيلد، الرئيس المنتخب للجمعية الدوائية البريطانية، إن "99.5% منا لديه تغيير جينومي واحد على الأقل، وإن تصادف واستخدمنا دواء خطأ، فإما أنه لن يعمل، أو يتسبب قي حدوث أضرار بالفعل".


وعلى سبيل المثال مرض السرطان cancerأثبتت الأبحاث مدى أهمية الصيدلة الجينية في إختيار العلاج المناسب لمرضى السرطان. هذا بدوره يحقق الهدف العلاجي المنشود وهو الإستجابة للعلاج مع ترشيد اقتصاديات الدواء ( Pharmacoeconomics).


على سبيل المثال لا الحصر، نجد أنه ثبت بالدليل العلمي والتجارب الإكلينيكية(Clinical trials) أن بعض مرضى السرطان من السلالة القوقازية يحملون جين DPYD، الذي يتسبب في مضاعفات خطيرة عند معالجتهم بإستخدام دواء 5-فلورويوراسيل الشائع إستخدامه في علاج أنواع متعددة من السرطان.


بمعرفة و تطبيق مثل هذه المعلومة في المستشفيات و معاهد الأورام، يستطيع الأطباء إختيار بدائل مناسبة لا تتسبب في أعراض جانبية خطيرة قد تُودي بحياة المرضى ممن يحملون هذا الجين.


فالعلاج الجيني يبشر بعلاج العديد من الأمراض مثل: السكري، وأمراض القلب، والسرطان، والعديد من الأمراض، فالعلماء في الآونة الأخيرة يجرون العديد من التجارب الإكلينيكية؛ لتوفير العلاج الجيني لأمراض متعددة في المراحل القادمة. وتعتمد بعض هذه التجارب على تقنية كريسبر (CRISPR)؛ التي هي اختصار للكلمات التالية؛ Clustered Regularly Interspaced Short Palindromic Repeat.


اتضح كما تَقَدَم أهمية علم الوراثة الدوائي في إختيار الدواء المناسب للمريض. كما وُجِدَ أيضاً أن هناك العديد من الأدوية التي تختلف آثارها الجانبية بناء على إختلاف جينات المرضى ووجود خلل أو مرض جيني، إذ تتسبب بعض الأدوية في أعراض جانبية مهددة للحياة.


              ويقول البروفيسور منير بير محمد، من جامعة ليفربول: "نحتاج إلى التخلي عن نهج وصف (دواء واحد وجرعة واحدة تناسب الجميع)، والتركيز على نهج يتكيف مع طبيعة الشخص،                      وإعطاء المرضى الدواء المناسب بالجرعة المناسبة لتحسين فعالية الدواء وسلامة استخدامه".ويضيف: "ما نفعله هو بحق انتقال إلى عصر جديد في الطب، لأننا جميعا أفراد،                             وجميعنا يختلف في طريقة الاستجابة للأدوية,ويقول إنه مع التقدم في العمر توصف لنا الكثير من الأدوية، وثمة احتمال بنسبة 70% أنه بحلول سن السبعين قد تكون تناولت                             دواء واحدا على الأقل يتأثر بتركيبتك الجينية


يطمح العلماء، على المدى الطويل، في إجراء الفحص مبكرا، ربما عند الولادة إذا استمر الفحص الجيني لحديثي الولادة، أو كجزء من الفحص الروتيني عند تجاوز الشخص سن الخمسين..


لإضافة لما تقدم ذكره عن إنجازات الصيدلة الجينية فإن العلماء يتطلعون للمزيد من الإنجازات كتطبيق الطب الشخصي(Personalized Medicine)؛ إذ أنه يعد بارقة أمل ستساهم في التوصل للتشخيص الدقيق وتقديم الدواء المناسب بالجرعة المناسبة لكل مريض، وذلك بالإعتماد على خريطة الجينات الخاصة بكل مريض مما سيقلل من الآثار الجانبية لأغلب الأدوية

مواضيع ذات صلة
go top